أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّه ليس مطمئناً بعد للتسوية، باعتبار أنّها مبنيّة مند نشوئها على ركيزتين، وإحدى ركائزها وهي السعودية سقطت، متسائلاً إلى أيّ مدى يتمتع رئيس الحكومة سعد الحريري بحرية الحركة اليوم، معتبراً أنّ بقاءه في رئاسة الحكومة غير مرضي عنه سعوديًا.
وفي حديث إلى تلفزيون "NBN" ضمن برنامج "السياسة اليوم" أدارته الإعلامية سوسن صفا درويش، رأى أبو فاضل أنّ الحريري يحاول اليوم إرضاء المملكة العربية السعودية، لكن الخطر هو إذا استمرّت السعودية في سياستها المناوئة للسلطة في لبنان، وهي ترى أنّ حزب الله يسيطر على البلد وأن الرئيس سعد الحريري يساعد السلطة في هذا الموضوع.
وأكد أبو فاضل أنّ الرئيس الحريري أثبت طيلة العام الماضي اعتداله وانفتاحه، لافتاً إلى أنّه أدخل السعوديين في التسوية لأنّه كان يريد العودة لرئاسة الحكومة، وأشار إلى أنّ الأمير محمد بن سلمان لم يكن في القيادة السعودية عند إبرام هذه التسوية، كما أنّ الرئيس سعد الحريري ليس محسوباً على الأمير محمد بن سلمان، بل هو قريب من المجموعة المغضوب عليها منه، أي من معظم الأمراء الموقوفين.
التدخل الفرنسي المصري أنقذ الحريري
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الوضع في السعودية تغيّر مع وصول الملك سلمان خلفاً للملك الراحل عبد الله، لافتاً إلى أنّ الرئيس سعد الحريري بالنسبة للقيادة السعودية الجديدة هو مواطن سعودي، ولو كان رئيس حكومة لبنان، موضحاً أنّ الرئيس الحريري، عندما احتُجِز في منزله، أرغم على الاستقالة وأرغم على البقاء في المملكة العربية السعودية.
ورأى أبو فاضل أنّ التدخل الفرنسي المصري هو الذي أنقذ الرئيس سعد الحريري، بالإضافة إلى الموقف الرسمي اللبناني الذي وصفه بالمهمّ جداً، مشدّداً على أنّ الخشية كانت من الذهاب إلى أزمة مع المملكة العربية السعودية، ومثل هذه الأزمة لا تصبّ في مصلحة لبنان، ومن هنا جاء التحرك الفرنسي المصري.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري بما يملك من صداقات من أيام والده حتى اليوم استطاع الخروج إلى حد كبير من الأزمة، معرباً عن اعتقاده بأنّ الرئيس الحريري لم يعد يمثل المملكة العربية السعودية في لبنان، خصوصاً أنّ السعودية تريد مواجهة إيران، في حين أنّ الرئيس الحريري يضع يده بيد إيران من خلال سياسته.
مشكلة الحريري مع السعودية
وأكد أبو فاضل أنّ اللبنانيين يناسبهم ما يقوله الرئيس الحريري، لكن السعوديين لا يريدون ربط أو وقف نزاع كما يقول الحريري، وإنما يطالبون بوقف تنفيذ التسوية، مشدّداً على أنّ هذه التسوية اهتزّت بشكل كبير، ولفت أبو فاضل إلى وجود اتجاه لتجتمع الحكومة وتصدر بياناً يفيد الرئيس الحريري إعلامياً ولفظياً، إلا أنّ حزب الله لن ينسحب من سوريا، وهذا ما يدركه الجميع.
ورأى أبو فاضل أنّ مشكلة الرئيس الحريري هي مع السعودية، فإما تتعامل معه كما كانت تفعل معه في السابق، وإما تعتبر أنّه لا يمثّلها، وعندها سيذهب إلى المجتمع الدوليّ لاستعراض نقاط قوته، إلا أنّه اعتبر أنّ السلطة السياسية في لبنان لا يمكن أن تذهب بعيداً في المواجهة مع السعودية.
سياسة رياض سلامة حمت القطاع المصرفي
وتعليقاً على كلام وزير الخارجية عادل الجبير، أكد أبو فاضل أنّ مصرف لبنان ممسك تمامًا بشخص حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الوضع المصرفي في لبنان، ولا تبييض أموال نهائيًا في المصارف اللبنانية، فضلاً عن كون حزب الله لا يضع أمواله في المصارف اللبنانية.
وفيما قرأ أبو فاضل في كلام الوزير السعودي مؤشّراً سلبياً، خصوصاً أنّه ضرب ضربته من خلال موضوع يوجع اللبنانيين، جزم أنّ السياسة الحكيمة التي اعتمدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة خلال السنوات الماضية هي التي أنقذت لبنان، وحفظت الوضع المالي.
وأكد أنّ هناك مستثمرين ومتمولين في لبنان، وهناك ضمانة متمثلة بمصرف لبنان، محذراً من أنّ التصويب السعودي على المصارف بهذا الشكل من شأنه أن يلحق الأذى الحقيقي بالمصارف في لبنان.
التصويب السعودي على لبنان مؤذٍ
ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ التصويب السعودي على لبنان، سواء على رئيس الجمهورية أو على المصارف وسوى ذلك، لم يكن ليتمّ لو كان السعوديين راضين عن الرئيس سعد الحريري اليوم، ورأى أنّ الرئيس ميشال عون حين زار السعودية في مستهلّ عهده ذهب لإصلاح ما لا يمكن إصلاحه، مشيراً إلى أنّ هذه الزيارة لم يكن لها لزوم، مجدّداً القول أنّ استقبال السعودية للرئيس لم يكن جيّداً وبما يليق به كرئيس جمهورية، وقال: "لا أعرف من الذي نصح الرئيس بهذه الزيارة، ولكنني لم أرَ أنّها كانت زيارة ناجحة لنذكرها من جديد".
ولفت أبو فاضل إلى أنّ زيارة الفاتيكان وزيارة باريس كانتا أفضل لرئيس الجمهورية، وقد حظي بالحفاوة التي يستحقّ، معتبراً أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان محترماً، وأظهر أنّه رجل دولة، بخلاف أسلافه، مشيراً إلى أنّ ماكرون خرج عن الأحزاب التقليدية، وقد رأينا اهتماماً بلبنان من جانبه في الآونة الأخيرة.
الإدارة الأميركية تمون على السعودية
وأوضح أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنّ الإدارة الأميركية هي التي تمون على المملكة العربية السعودية، معتبراً أنّ الوساطة المباشرة بين ماكرون والأمير محمد بن سلمان من دون أميركا لا تفيد، مشدّداً على وجوب دخول الأميركيين على خطّ هذه الوساطة، لكي تنجح وتؤتي ثمارها.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ ماكرون لا يستطيع الخروج من المظلة الأميركية في نهاية المطاف، كأن يقول مثلاً أنّ سلاح حزب الله شرعي في حين تشنّ الولايات المتحدة الأميركية حملة عليه، مشيراً إلى أنّ فرنسا لا يمكن أن تخرج من حلف شمال الأطلسي، وأنّ ماكرون يبحث عن دور له في المنطقة ضمن المظلة المسموح بها أميركياً، ولذلك هو يطلق تصريحات ترضي الأميركيين.
السعودية عقّدت الوضع
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ السعودية تسعى للدخول على خط الانتخابات النيابية في العراق وفي لبنان، وأشار إلى أنّ المملكة العربية السعودية عقّدت الوضع من خلال ما فعلته في قضية الرئيس سعد الحريري، وكرّست نفسها مرجعية للسنّة، موضحاً أنّ السنّة في لبنان لا يستطيعون الانقلاب على السعودية أو الخروج عن عباءتها بشكلٍ أو بآخر.
واعتبر أبو فاضل أنّ مجرّد قول الرئيس الحريري أنّ ما حصل معه في السعودية سيبقى في السعودية دليلٌ على وجود خللٍ في العلاقة بين الجانبين، وأشار إلى أنّ الرئيس الحريري يصوّب فقط على الرئيس السوري بشار الأسد لأنّه يعتقد أنّه الحلقة الأضعف اليوم، إلا أنّه مخطئ في هذا الموضوع، ملاحظاً أنّ حديث الحريري إلى الـ"باري ماتش" وغيرها أظهر أنّ الرجل ليس اليوم مع السعودية بشكلٍ مطلق.
ورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل القول إنّ السعوديين لا يريدون اليوم ربط نزاع، وإنما وقف تنفيذ، مشيراً إلى أنّ الخليج بشكل عام يؤيد السعودية في هذا النهج.
الحرب في سوريا لم تنتهِ
ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعب الدور الذي كان يستطيع أن يلعبه والذي طُلب منه، لافتاً إلى أنّ أميركا لا تريد من جهتها مشاكل مع لبنان في هذه المرحلة، وأوضح أنّ الخطوة السعودية إزاء لبنان لم تحظَ بدعم دولي، ولكنّه لاحظ أنّ التطورات في المنطقة تتسارع بشكل كبير وواسع.
ورأى أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنّ الحرب في سوريا لم تنتهِ بعد، مشيراً إلى أنّ القصّة لا تقتصر فقط على داعش، لافتاً إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نفسه ألمح إلى أنّ القضاء على داعش ليس النهاية، مشدّداً على أنّ العملية طويلة في سوريا.
ورأى أبو فاضل أنّه طالما لم تستقرّ الإدارة الأميركية بعد ولا تزال تشهد خضّات، فهذا يعني أنّ المشاكل في المنطقة مستمرّة، وأنّ لا خواتيم سعيدة للتسويات، مشيراً إلى أنّ الوضع الميداني في سوريا اليوم ممتاز بخلاف الوضع في اليمن، لافتاً إلى أنّ لا حلول الآن إذ إنّ الذهاب إلى حلول ليس من مصلحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذه المرحلة، ولا شيء على الأرض يوحي بنهاية الأزمات.
الحلول ليست قريبة
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يقبل بإشراك جماعة تركيا أو السعودية أو إسرائيل أو من خارج الحدود في السلطة، مشدّداً على أنّ السماح بدخول هؤلاء إلى الحكم سيؤدي إلى خراب سوريا، وهذا ما يدركه الرئيس الأسد.
وانتقد أبو فاضل المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا، الذي شكر السعودية، واصفاً إياه بأنّه "بلا أخلاق"، مستهجناً كيف يأتي دي مستورا ليعطينا دروساً في الديمقراطية، لافتاً إلى أنّ ما حصل يدلّ على أنّ الحلول ليست قريبة كما يروّج البعض، متسائلاً كيف يمكن الحديث عن اتفاق وشيك في حين يستمرّ البعض بالحديث عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وشدّد على أنّ هناك مقوّمات يجب أن تتوافر لأيّ تسوية، من بينها وقف الأكاذيب والأضاليل الإعلامية حول ما يحصل على الأرض السورية، مشيراً إلى أنّ الشعب السوري يعرف الحقيقة، وهو عانى الأمرّين منذ بداية الأزمة، مؤكّداً أنّه ليس ضدّ أن يكون هناك معارضة في سوريا كغيرها من الدول، ولكن لا أن تكون هذه المعارضة في أحضان التركي أو غيره.
المعركة لا تزال طويلة
وفيما جدّد أبو فاضل التأكيد على أنّ سوريا ضُرِبت لموقعها ودورها، رأى أنّ المعركة لا تزال طويلة، وهي لم تنتهِ، مشيراً إلى أنّ هناك مشكلة كبيرة في الجنوب السوري، لافتاً إلى أنّ الإسرائيلي لا يريد وجوداً شيعياً على حدوده، لا من جانب حزب الله ولا إيران، وأشار إلى أنّ الأميركي والإسرائيلي لن يقبلا انطلاقاً من ذلك بأيّ تسوية على حساب إسرائيل.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستطيع أن يتصرف على الأرض ويلتزم بكلامه، بعكس الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لا تزال الدولة العميقة ليست في متناول يديه، مشيراً إلى أنّه منذ خمس سنوات لم يكن هناك دور لروسيا فيما اليوم دخل الروسي بشكل كبير على المشهد وأصبح لاعباً أساسياً مثله مثل الأميركي خصوصاً في سوريا، وهذا الأمر يجعل العملية تتحرك بطريقة مدروسة روسياً.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ داعش يمكن أن تعود بشكل جديد وبدعم الجهات نفسها التي خلقت داعش وربّتها وموّلتها ودرّبتها، لافتاً إلى أنّ الأميركيين هم أساس الإسلام السياسي التكفيري، ملمحاً إلى أنّ الأميركيين هم من خلقوا داعش كما خلقوا القاعدة وطالبان في السابق وغيرها من التنظيمات.
حرب اليمن فشلت؟
ورداً على سؤال، كشف أبو فاضل أنّ الصاروخ الذي تمّ إطلاقه من اليمن باتجاه الامارات هو الثاني من نوعه وليس الأول، وأشار إلى أنّ انقلاب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على الحوثيين يعني أنّ الحرب السعودية على اليمن فشلت، وأنّ هناك محاولة اليوم لتغيير مسارها بطرق وأدوات جديدة.
ولاحظ أبو فاضل أنّ كلّ المطارات والمرافئ هي كلّها بيد السعوديين، مشيراً إلى أنّ الصاروخ الذي تمّ إطلاقه باتجاه الامارات من شأنه توتير الوضع، معرباً عن اعتقاده بأنّنا مقبلون على مرحلة جديدة من التوتر، ما يعني أنّ التسويات ليست قريبة كما يروّج البعض، بل إنّ المعركة مستمرّة وكذلك المشاكل.
ورداً على سؤال، استبعد أبو فاضل ذهاب السعودية إلى حرب مباشرة مع إيران في الوقت الحالي، مشيراً إلى أنّ طموح الأمير محمد بن سلمان هو أن تكون السعودية بمثابة ثكنة عسكرية، وعندما يحقق ذلك يصبح بالإمكان البحث بحرب مع إيران أو غير ذلك.
تعديل حكومي مرتقب؟
وبالعودة إلى الشأن اللبناني، لفت أبو فاضل إلى أنّ التيار الوطني الحر والرئيس سعد الحريري يسعيان لتعديل حكومي، من خلال إخراج الوزيرين جمال الجراح ومعين المرعبي من تيار المستقبل، كما يُحكى عن إخراج ثلاثة وزراء أرثوذكسي من حصة رئيس الجمهورية، أي الوزير نقولا تويني ويعقوب الصراف ورائد خوري، واعتبر أنّ المُستهدَف من العملية برمتها هم وزراء القوات اللبنانية.
ورداً على سؤال، أشار إلى أنّ هناك رغبة بذلك من قبل الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، إلا أنّ هذه الرغبة تصطدم برفضٍ من جانب الرئيس نبيه بري وحزب الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، نافيًا علمه بموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من هذا الأمر.
ولفت أبو فاضل إلى أنّ مصادر التيار الوطني الحر تتحدّث عن دور سيئ للقوات اللبنانية في أزمة رئيس الحكومة سعد الحريري، معربًا عن اعتقاده بإمكان الذهاب لشلّ وزراء القوات من داخل القوات، بمعنى التضييق عليهم وعدم تسهيل أمرهم.
تحالف خماسي جديد
وأشار أبو فاضل، رداً على سؤال، إلى أنّ رئيس حزب القوات سمير جعجع طلب موعداً للقاء الحريري، إلا أنّ الأخير لم يتجاوب معه، مستبعداً عودة الأمور بين الجانبين إلى ما كان عليه سابقاً، أي قبل الأزمة الأخيرة التي مرّ بها رئيس الحكومة.
ورجّح أبو فاضل الذهاب لتحالف خماسي في الانتخابات النيابية المقبلة، يضمّ كلاً من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، بالإضافة إلى مجموعات أخرى في مختلف المناطق، مشيراً إلى أنّ المطلوب اليوم جمع الوزير جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهناك اتجاه لتنفيذ هذا الأمر للملمة الخلافات بينهما قبل موعد الانتخابات.
وتساءل أبو فاضل عمّا إذا كان النائب وليد جنبلاط لا يزال على وعده لرئيس حزب القوات سمير جعجع بالتحالف في الانتخابات، مشيراً إلى أنّه شخصياً يشكّ بذلك، خصوصاً بعد التباعد بين الجانبين على خلفية الأزمة الأخيرة، مذكّراً بما قاله جنبلاط في اليوم الأول للأزمة من أن حكومة الوحدة الوطنية الحالية تبقى الأفضل للبنان، لافتاً إلى أنّ علاقة جنبلاط جيدة جداً اليوم مع حزب الله وكذلك مع التيار الوطني الحر.
انقلاب سياسي في البلد
وتحدّث أبو فاضل، رداً على سؤال، عن انقلاب سياسي في البلد، مشيراً إلى أنّ النائب ستريدا جعجع قصدت في بيانها الأخير الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري وكذلك الوزير جبران باسيل والنائب وليد جنبلاط، لافتاً إلى أنّ إعلان النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية انتهى منذ لحظة إعلانه، وهو ما سبق أن ذكره منذ اليوم الأول لإعلان النوايا، مع تقديره لجهد النائب إبراهيم كنعان والوزير ملحم رياشي اللذين كانا عرّابي الاتفاق بين التيار والقوات.
ورأى أبو فاضل أنّ التيار الوطني الحر يعتبر اليوم أنّ القوات ساهمت في إسقاط الرئيس الحريري حين تبنّت استقالة الرجل والبيان الذي تلاه، في حين أنّ الحريري لم يستقل بل أرغم على الاستقالة، وأشار من جهة ثانية إلى أنّه لا يعارض زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى السعودية، ولكنّها أتت في ظرفٍ كان يشهد خلافاً بين رئيس الجمهورية والسعودية، رغم أنّ الزيارة كانت مبرمجة سلفاً، ولكنّه ألمح إلى أنّ ذلك يظهر وكأنّ كلّ شيء كان مدروساً سلفاً.
الحريري حليف السعودية؟
ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ المملكة العربية السعودية لا تعتبر اليوم الرئيس سعد الحريري حليفاً لها في لبنان، مشيراً إلى أنّ حلفاء المملكة في المرحلة المقبلة سيكونون ضدّ العهد وضدّ التسوية، ولفت إلى أنّ الدكتور سمير جعجع ينشد دائمًا دعمًا إقليمياً ودولياً بعد الذي حصل معه، معتبراً أنّ الحكومة شكّلت غطاءً له، ولذلك هو لا يريد الانسحاب منها.
ورأى أبو فاضل أنّ الرئيس الحريري يعتبر أنّ جعجع وشخصيات أخرى من بينها النائب السابق فارس سعيد ورضوان السيد وشخصيات إعلامية أخرى كانوا يكتبون التقارير ضدّه خلال الأزمة الأخيرة، وتحدّث عن قيادة جديدة لقوى الرابع عشر من آذار في المقبل، سيكون جعجع من يقودها.
مصالحة بين باسيل والمردة؟
وأثنى أبو فاضل، من جهة ثانية، على موقف الدكتور جعجع من كلام وزير الخارجية السعودية عادل الجبير حول الوضع المصرفي، بعد كلام النائب جورج عدوان سابقاً ومطالبته بلجنة تحقيق، لافتاً إلى أنّ جعحع يحاول من خلال ردّه على الجبير القول إنّه ليس تابعاً للمملكة العربية السعودية، لكنّه أشار إلى أنّ كلّ هذه الأمور لم تعد تُصرَف بالنسبة للرئيس الحريري.
ورأى أبو فاضل أنّ مساعي المصالحة بين الوزير جبران باسيل وتيار المردة ستتفاعل أكثر في الأيام المقبلة، خصوصاً أننا مقبلون على انتخابات، وأكد أنّ الانتخابات ستحصل في موعدها كما يظهر اليوم، ولو كان الترجيح يميل إلى عدم إجراء الانتخابات قبل أيام، عند انفجار أزمة استقالة الحريري.
الحريري لا يفيد العهد؟
ورأى أبو فاضل أنّه كما أنّ حزب الله لديه ارتباط عضوي بإيران تيار المستقبل لديه ارتباط عضوي بالمملكة العربية السعودية، لكنّه أشار إلى أنّ المشكلة اليوم أنّ السعودية لم تعد تريد دعم الحريري، وهي لم تساعده حتى في أزمة سعودي أوجيه التي عانى منها الحريري مالياً.
واعتبر أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ الرئيس سعد الحريري لم يعد يفيد العهد اليوم إذا لم يكن مدعومًا سعوديًا وخلجيًا، مشيراً إلى أنّه لا مشكلة لديه مع الرئيس الحريري وليس ضدّه، لافتاً إلى أنّنا اليوم أمام مشهد جديد، فالرئيس الحريري كان في السابق مع السعودية ومع العهد، ولكنّه اليوم مع العهد، إلا أنّ السعودية ليس معه.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الحريري ينشد ويتمنى أن تعود السعودية وتقف خلفه، لأنّ السعودية تشكّل ضمانة له، في حين أنّه اليوم بات مكشوف الظهر.